هل تشعرُ أنَّكَ غيرُ مُتزنٍ في أُسلوبِكَ ؟ ، تتعاملُ بلطفٍ واحترامٍ كبيرينِ خارجَ المنزلِ مع الآخرينَ
ولكن حينما تدخلُ الى منزلكَ يتغيرُ أسلوبُكَ الى شيءٍ من الفضاضةِ والقسوةِ ؟
لماذا ؟؟ ، دعنا نقفُ على أعماقِكَ قليلاً :
هل تشعرُ أنَّ هناكَ ألماً بداخلكَ ؟ ، هل تشعرُ بالانقباضِ في صدركَ ؟
فما إن تدخلَ حتى يتغيرَ وجهُكَ من بشوشٍ الى عَبُوسٍ ، ماذا تريدُ أن تقولَ لا سرتِكَ بعدَ شوطِ نهارٍ من العملِ ؟
هل تودُّ أن تشكو لهم تعبَكَ وعناءكَ ولكن لا تجيدُ ترجمةَ ذلكَ ؟؟
لماذا لا تجُربُ أسلوباً آخراً في التعبيرِ عن ذلكَ ، ما رأيُكَ أن تجعلَهم يُحلِّقونَ حولكَ
وأن يمتلئَ جوُّ المنزلِ بهجةً وسروراً ، أليسَ من السهلِ عليكَ أن تحملَ معكَ أشياءً يحبونَها؟
حتى وإن كانتْ بسيطةً ورخيصةَ الثمنِ ، قليلٌ من الحلوياتِ او الفواكهِ او اللُعبِ ،إكسسواراتٌ جذابةٌ لبناتكَ او زوجتكَ ، ملابسُ منزليةٌ رخيصةُ الثمنِ ، إحملها وحاولْ أن تُخفيها وأنتَ تدخلُ ، ثم دَعهم يتجمعونَ حولكَ وأدخلْ معهم في مسابقةٍ تجعلُهم أكثرَ انشداداً وإثارةً نحوكَ ، كأن تسألهم : أيُّهم قدَّمَ خدمةً منزليةً أو ساعدَ والدتهُ او أعانَ أحداً في المنزلِ ؟
لكي ينالَ الهدايا الثمينةَ أولاً ، او مَن منكم بادرَ اليومَ الى الاهتمامِ بترتيبِ فِراشهِ ؟ ، او أيُّكم حفِظَ شيئاً من القرآنِ الكريمِ وهكذا ..
تخيّلْ كم سيتحولُ الجوُّ الى مرحٍ وتجاذبٍ وكأنكَ جئتَ من سفرٍ بعيدٍ، وكم سيرفع ُعنكَ هذا الجوُّ ، ضغوطَ العملِ والتعبِ وتشعرُ بالارتياحِ والنشاطِ !!؟؟ ، ألا تشعرُ أنَّ ذلكَ سيكونُ نافعاً لتغييرِ حالتكَ من الفضاضةِ والغلاظةِ في أسلوبكَ الى انبساطٍ وسرورٍ ؟ ، قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ :
"من دخلَ السوقَ فاشترى تحُفةً فحملَها إلى عيالهِ كانَ كحاملِ صدقةٍ إلى قومٍ محاويج ، وليبدأ بالإناثِ قبلَ الذكورِ، فإنَّ من فرَّحَ ابنةً فكأنما أعتقَ رقبةً من وُلدِ إسماعيل"